الأربعاء، 16 يوليو 2014

حاشية فيسبوكية على وثيقة لمعلمين:

وثيقة لمعلمين
وثيقة لمعلمين التي خرجت بعد حراكهم التوعوي لا تختلف في صياغة ديباجة مضامينها عن وثيقة لحراطين الطائفية...

بدت الوثيقة بعرض عضلاتها وإظهار مفاتنها ولعن ماضي الغير وتمجيد وتقديس كل ما له صلة بلمعلمين في غياب تام للعقل الواعي وسباحة في مجاهيل اللاوعي.

إن الدستور الموريتاني يمنع التعددية الشرائحية وتقسيم الثروات الاقتصادية على أساس طائفي كما أنه يمنع أي دعاية عنصرية أو عرقية.

في المحور الاجتماعي حمّلت الوثيقة كل ما عانته الشريحة من ظلم للماضي وصبّت جام غضبها على الحكواتيين الذين كانوا يتخذون منها مصدرا  للتفكه في المجالس دون أن تحمّل الوثيقة  النظرة  الدونية التي كان " لمعلم " ينظر بها إلى نفسه ككائن ناقص الأهلية.

 ليس بمقدوره الدولة الآن نبش القبور ومحاسبة الأموات على شيء لا يعتبرونه جرما ...

كما تحدّثت الوثيقة عن حِرفيي الماضي وأنّ العقيدة الصنهاجية هي من ألزمتهم - حينها - بامتهان الحرف اليدوية دون غيرهم غير آبهة بواقع الحياة المعيشي الذي فرض على الناس تقاسم الأدوار الاجتماعية، كلٌ حسب جهده وطاقته، فمن لا يمكنه حمل السلاح ومنازلة العدو لا بدّ وأن يمتهن حرفا تتماشى مع قدراته العقلية والجسمية مقابل حمايته من ظلم الأعداء المتربصين بكل من لا حامي له.

طالبت الوثيقة بتوفير وظائف للمرأة ( لمعلمه ) تتمثل في إشراكها في القرارات السيادية وإشراك النخب المثقفة من هذه الشريحة في المنتديات العامة. وحملت الأحزاب السياسية عدم إشراك لمعلمين في مجالسهم النيابية والبلدية.. وطالبت الوثيقة بتوظيف شباب لمعلمين في قطاع الصحافة والإشراف على بعض البرامج الحوارية ... وطالبت بتوظيف إمام من لمعلمين في الجامع - الوهمي - الذي تعهدت الدولة ببنائه... وطالبت بمنح علماء لمعلمين مكانة خاصة في الإعلام .. ونوّهت الوثيقة بالدور التاريخي للحرفيين لمعلمين - وكأنّ باقي الشرائح ليس لديها ما تفتخر به - وطالبت الوثيقة بعدم طبع أي مؤلف يتهجم على لمعلمين وكأنّ هذه الشريحة تعيش حربا ضروسا مع مؤلفين وهميين... وطالبت بيوم وطني خاص بدور لمعلمين ... وطالبت الوثيقة بتنظيم الأسواق التقليدية من أجل الحفاظ على إنتاجهم .. وهدّدت الوثيقة بنفاذ صبر لمعلمين وأنّهم تحملوا عقودا من الظلم الأمر الذي يعد بمقدورهم تحمله ... 
--------------------------
ملاحظاتي هي:

1- الحراك النخبوي للمعلمين هو من يكرّس مفهوم  الطبقية والشرائحية في مجتمع الدولة الحديثة ... لماذا لا ينافس أبناء لمعلمين أبناء آزناكة  والشرفة ولحراطين وأهل اللخلة على المقاعد الدراسية وفي المسابقات الوظيفية بدل البكاء والتحسر على ماض سحيق ؟

2- لماذا لا يندمج المثقف لمعلم في أحد الأحزاب السياسية ويقودها إن شاء بدل العقدة الانفصامية بأنّ لمعلم لا حق له في القيادة ؟

3- في المجال الاعلامي المعاصر الشبكات العنكبوتية مفتوحة أمام الأشباح لماذا لا يقتحم لمعلم مجاهيل الشبكة ويسبر أغوارها بدل التحسر على عدم إدارته لبرنامج تلفزيوني ؟

4 - في المجال الصناعي الحديث لم يعد الناس يستخدمون الصنائع التقليدية  إلا للزينة فالشركات الصينية كفت دول العالم الثالث كل المنتوجات التقليدية  ببدائل حديثة أكثر مواءمة للواقع وتطوراته ..

5 - على ذكر تخصيص يوم وطني لتثمين دور لمعلمين ألا يبعث هذا أبناء الطبقات التي مات آباؤها دفاعا عن الوطن من غير لمعلمين نفس الشعور مما يشي بمفهوم يكرّس الشرائحية في الوقت الذي بإمكان الجميع تغليب مفهوم الوحدة الوطنية بدل التباكي إرث لم يبذل الحاضرون فيه أي جهد؟

6- في المجال النقابي يكفل الدستور الموريتاني للمواطنين الاندماج في نقابات المرخصة والتي لا تحمل أي عنف عنصري فلماذا لا يلتحق المثقف لمعلم بإحداها دون أن يحدث ضجيجا إعلاميا وكأنه سلب حقا ورثه من السماء ؟


وفي الختام أتمنى من الإخوة لمعلمين تغليب الاندماج الاجتماعي بدل التباكي والتحسر على الماضي وما يحمله من أحزان وأتراح وتغليب روح المنافسة الفكرية والوطنية في الحاضر والمستقبل من أجل الشراكة في بناء موريتانيا  الغد دون أساس عنصري . 
                    أخوكم المهدي ولد أحمد طالب - كاتب وباحث في الفكر الإسلامي 

الوثيقة هناhttp://www.essaha.info/?q=node/1425

0 التعليقات:

إرسال تعليق